Les documents annexes :: Alger 2005

Retour interface projet Alger 2005
Navigation du Savoir - Alger 2005
Accès :: document n°1   Version française

حملة شارل الخامس على الجزائر. أكتوبر 1541

 
 

انهزم الأسطول المسيحي في 27 سبتمبر 1538 وعلى رأسه ANDREA DORIAفي معركة أمام خير الدين بربروس التي كانت قواته اضعف بمرتين من قوات الأميرال الإيطالي. ومنذ ذلك الحين وقع الحوض المتوسط تحت سيطرة عثمانيي سليمان، وبرابرة بربروس.

قام شارل الخامس بالتفاوض انفراديا مع بربروس بين 1539و 1540 بغية إبعاد الخطر الذي كانت تمثله الجزائر و رياسها على التجارة البحرية في غرب المتوسط، فعرض عليه تسليم بونا و تونس و القولات ( حلق الوادي )، غير أن الفرنسيين اعلموا السلطان بهذه المفاوضات، فتم إيقافها.

منذ ذلك الحين قرر شارل الخامس مهاجمة الجزائر والتخلص من قاعدة بربروس للقرصنة، وشجعة في ذلك النجاح الذي حققه في تونس عام 1535. ولتحقيق هذا يجب إعداد العدة، من تجميع القوات وتحضير السفن.و كما جرت العادة، أخرت المساومات والمفاوضات بين الشركاء و المشاكل اللوجستية، تشكيل وإعداد الحملة. بعد مرور شهر سبتمبر، حاول ANDREA DOREA أن يثني الإمبراطور عن القيام بالحملة في وقت متأخر كهذا, وبالفعل، من المستحسن عدم القيام بأي عملية بحرية بهذه الأهمية بين الفترة الممتدة من سبتمبر إلى مارس.
كما حذر البابا الإمبراطور خلال حوار أجراه معه في LUCQUES في 16 سبتمبر، قائلا: "سترتكبون خطأ بشأن حملة على إفريقيا في شهر أكتوبر ...انتظروا فصل الربيع "، ومع هذا أصر شارل الخامس على عناده بمواصلة المشروع.

شاركت كل دول غرب المتوسط في الحملة عدا فرنسا. تولى HERNAN CORTES إعداد القوات في إسبانيا، بحكم تجربته في غزو المكسيك، و تولى كل منFERNAND DE GONZAGUE ، نائب ملك صقلية ، و PEDRO DE TOLE DEنائب ملك نابولي، نفس المهام في إيطاليا .
حملت مئتي سفينة على متنها 6000 ألماني، تحت قيادة GEORGES FRONTISPERO، و 5000 إيطالي، تحت قيادة الأميرCOLONA ، من ميناء PORTO VENERE. كما حملت 150 سفينة أخرى على متنها الإسبانيين من نابولي وصقلية، و شحنت 200 سفينة، قادمة من أسبانيا، بالمدفعية والذخائر والآلاف من المشاة و الفرسان.
التحقت بالأسطول قواديس جنوة و صقلية و نابولي وموناكو, بالإضافة إلى أربعة أخرى من مالطا تحت قيادة GEORGE SHILLING، كبير كهنة ألمانيا، ليكون مجموع عددها 65 قادسا.

كان عداد الجيش 22000 رجل تحت قيادة دوق " الب "ALBES و يتكون الأسطول من 450 سفينة و65 قادسا يقودها 11000 بحارا تحت إمرة ANDREA DOREA، كما تولى شارل الخامس القيادة العليا.
لم تصل الأرمادا إلى الجزائر إلا في 20 أكتوبر، بعدما تجمعت في مايوركا، وتأخرت بفعل سوء الأحوال الجوية. كانت المدينة تحت قياة الرائد حسن الاغا في غياب بربروسا الذي كان قد ذهب إلى القسطنطينية. مع بزوغ النهار، ومن أعالي القصبة، لمح حسن الاغا خليج الجزائر يعج بالسفن، فرغم تفاجئه بضخامة اسطول العدو بقي واثقا ومؤمنا بالنصر. لم يكن لديه متسع من الوقت لتدعيم حصون المدينة لأنه لم يتوقع قدوم أعدائه.
اقتربت السفن من الساحل وكان البحر هادئا، فأرست شرق الجزائر بين مصبتي وادي الخميري ووادي الحراش.

في 23 أكتوبر أنزلت القوات الخفيفة من على متن قوادس جنوة ومالطا تحت حماية المدفعية ومراكب أخرى، وفور الوصول إلى الشاطىء، جاء دور كتيبة المشاة الثقيلة للإنزال، بما فيها فرق المشاة الأسبانية وفرق المشاة المرتزقة الألمان (LANSQUENETS) والأفواج الإيطالية، تتبعها أول عناصر الفرسان وست قطع مدفعية برية.

وفي اليوم الموالي بدأت الحملة تتقدم نحو الغرب، وكانت خطة الغزات الرئيسية هي إحتواء المدينة من الجنوب وتدعيم هدا الحصار البري عن طريق قنبلة بحرية تستهدف الميناء والحصون تم مهاجمة البوابات الثلاثة، بابا عزون وباب الجديد وباب الوادي. أرادت القوات تأمين رعن (كدية الصابون) التي تعتلي الجزائر، حيث كان شارل الخامس يراقب ويدير العملية من عليها، ومنذ ذلك الحين أصبحت تعرف باسمFORT DE L’EMPREUR "قلعة الإمبراطور".

بقدوم المساء أقامت القوات معسكرا تحت الأسوار، وإذ بالأحوال الجوية تسوء وتتهاطل الأمطار طيلة الليل إلى حد اكتسح الماء القوات صبيحة الغد ( 25 أكتوبر ) الأمر الذي أرهقها إضافة إلى التعب الذي ألحقته بها مطاردات العرب. كانت حامية الجزائر تحت قيادة الشيخ سيدي سعيد شريف، أما الحاج مامي، الذي تولى مهمة حماية باب عزون، استفاد من حالة قوات العدو المزرية ليخرج وينقض عليها بغيظ شديد، فالأمطار أبطلت تأثير القربينة، وهي بندقية قديمة الطراز، كونها تعتمد على الفتيلة وعلى البارود اللذان تبللا بفعل الأمطار. فقد أصبحت غير مجدية أمام نشابيات العدو. كانت الصدمة عنيفة, غير أن الفرسان المالطيين المتقدمين، بدعم من الإيطاليين، قاوموا حتى تراجع الجزائريون إلى المدينة. بعد مطاردتهم، أغلقوا باب عزون، وأمطروا المهاجمين بوابل من القذائف المدفعية وطلقات البنادق والنشابيات.
كان فرسان مالطا يقودون الهجوم، من بينهم NICOLAS DURANDفارس VILLEGAGNON، الذي سيصبح بطل فرنسا في مقاطعاتها الجنوبية لاحقا، و الذي دفع الثمن، حيث لم يتم إنزال المدفعية الثابتة، أما المدفعيات البرية فلم يكن لها أي اثر على الحصون.

لم يتوقف تهاطل الأمطار الذي دام 60 ساعة، كانت مصحوبة برياح عاصفية جنوبية شرقية. بينما كانت الجيوش تقاتل برا، أصبحت الوضعية حرجة جدا بحرا ، فبفعل اثر الأمطار والمياه فقدت السفن كل طاقتها الدفاعية أمام الرياح القوية والبحر الذي زاد هيجانه في ساحل مفتوح كهذا. لم تتمكن القوادس القريبة من الساحل من الثبات عن طريق مراسيها فارتطم 15 منها بالشاطىء، أما الناجين من الغرق فطاردتهم جماعات مغاربية. وفي عرض البحر لم تثبت بعض سفن النقل والمراكب على مراسيها هي الأخرى فارتطم بعضها بالشاطىء، واما تلك التي تمكنت من الثبات بشق الأنفس، إرتطمت بها سفن أخرى فغرق الكل وسط هذه العاصفة. فكانت الخسائر وخيمة، حي فقدت قوات الغزات 86 مركبا من بينها 40 إلى 50 سفينة كبيرة وهذا على أقل تقدير.

من أجل إنقاذ ما تبقى من الأرماد، أمر ADREA DOREAبالرحيل، وفي 26 أكتوبر أرسى ما تبقى من الأسطول في راس "ماتيفو" وجرت القوادس الأقل تضررا المراكب والسفن الأخرى .

بالنسبة لجنود القوات البرية، كانت حالتهم يرثى لها، يعانون من نقص في إمدادت النجدة، وكانوا مغمورين بالمياه، جياع، مرهقين لقلة النوم، جرحى وذوي معنويات في الحضيظ. آن الأوان للانسحاب، أعطى شارل الخامس إشارة الإنطاق في 27 أكتوبر، ولكن لإعادة الصعود على متن سفن النقل الراسية بقرب رأس ماتيفو يجب عبور الساحل مما يعرض القوات الغازية لتحرشات الجماعات المعادية، وعليها أيضا أن تقطع الأودية التي حولتها الأمطار إلى سيول جارفة عنيفة.
قرر حسن آغا إبقاء حاميته التركية في مأمن داخل أسوار الجزائر، حيث كلف القوات بمهمة إضافية تتمثل في مهاجمة جيش الغزاة عند انسحابه، هذا الجيش الذي تخلى عن كل معداته ومدفعياته البرية عند الهروب.

كان الانسحاب طويلا وشاقا ودام 3 أيام، حث إعترض العدو عائقان كبيران، أولهما، وادي الحراش الذي ارتفع منسوبه بفعل الامطار و أصبح عبوره مستحيل عن طريق الجسور، فبينما كانت قوات العدو تستجمع حطام السفن الغارقة لتصنع منها جسرا، كان عليها أيضا مواجهة الهجمات المتواصلة للجزائريين. 75 فارس مالطي من قوات المقدمة لقي حذفه هناك. أصبح مكان المعركة وهو معبر ضيق قرب جسر اللأفران FOURS يعرف باسم قبر الفرسان، وعند توقف الأمطار عبرت القوات هذا الحاجز ولكن قبل الوصول إلى مانيفو يجب عبور وادي الحميز الذي فاض عن ضفافه وشكل مستنقعات موحلة وقع الفرسان والمشاة أسرى للأوحال، إلى غاية وصول ما تبقى من سفن الأسطول لنجدتهم ومع ذلك ملأت الجثث(حوالي2000) الطريق من تافورة إلى ما تيفو.

قرر شارل الخامس الرحيل, غير أن الأسطول فقد العديد من سفن النقل فاضطروا لترك أحصنتهم، بل لترك 8000 رجل على الشاطىء، سيكون مآلهم الحتمي العبودية، لم يعد شارل الخامس إلى أسبانيا ومعه نصف القوات التي هاجم بها.

في جو استبشار عام، استقبل النصر بالجزائر كهبة إلاهية و اعتبرت العاصفة الرهيبة التي فتكت بالكفار استجابة لصلوات السكان وإخلاص الأولياء الصالحين. ستبقى هذه الذكرى راسخة في خيال الشعب.


Rédacteur : M. Guérout     © GRAN 2005