Les documents annexes :: Alger 2005

Retour interface projet Alger 2005
Navigation du Savoir - Alger 2005
Accès :: document n°2   Version française

ترسانة الجزائر

 
 

قدم أول مؤسسي المدينة عن طريق البحر في القرن الرابع قبل الميلاد فأقام الفينيقيون محطة تجارية لهم، وإتخدوها نقطة عبور لتجارتهم البحرية. فكانت شبك المبادلات المتوسطة وراء تأسيس مدينة الجزائر، وكان اسم المدينة آنداك "إيكوزيوم "وهي جزيرة النورس.

قدم الرومان بدورهم في القرن 1 ميلادي، وانشأوا إيكوزيوم، وهي منشأة حضرية قوامها الطريقين الكيرين اللذين ميزا مدنهم: الكاردو CARDO محور شمال جنوب والديكومانوس DECUMANUS محور شرق غرب، كونها ميناءا طبيعيا آمنا نسبيا من العواصف، وغني بالموارد المائية جعلها تتمتع بموقع إستراتيجي. ساهم في تطور نشاط بحري كثيف كانت تسيطر على جزء منه.

إن بولوغين إبن زيري، الذي ينتمي إلى بني مزغنة وهي من القبائل البربرية الصنهاجية، جعل من مدينة الجزائر، عاصمة حقيقة منذ نهاية القرن 10م، تطور الجزء الأعلى من المدينة شكل أساسي وأطلق عليها إسم الجزائر كون الجزء الساحلي منها عبارة عن سللة من الصخور الجزرية.

عندما إستنجد الشيخ سليم تومي بالقرصانين العثمانيين القويين، الإخوين بربروس، لوضع حد للتهديدات الإسبانية عام 1516لم تكن المدينة تتمتع بميناء حقيقي رغم أهمية المبادلات التجارية البحرية التي كانت تتم بها
فور وضع البلاد تحت حماية سليم الأول، سلطان القسطنطنية، قام خير الدين ببناء أول ميناء لحماية الأسطول التركي من العواصف المتكررة، ولتوفر الأمن الضروري للنشاط الاقتصادي للوصاية والذي يعتمد أساسا على القرصنة.

كما قام أيضا سنة 1530 بإقامة أول حائل للأمواج شرق - غرب كان يصل المدينة بالجزر المجاورة كان هذا الحائل عبارة عن جدار واسع يحمي السفن والبحارة، وتمت تكملته سريعا ببناء حائل ثان لتوجيه يمتد من الشمال إلى الجنوب.

كانت حماية الميناء، وتطوير ترسانة قوية، وتنظيم دفاعي للواجهة البحرية هي الأهداف الرئيسية التي سعى الحكام الذين تعاقبوا على سدة الحكم إلى تحقيقها.

قام حسان آغا عام 1533 بإنشاء أول مدفعية على الجريرة الرئيسة، وجهز الحائل بالمدافع، وهذا بهدف مواجهة الأسطول الأسباني. كان الميناء قبل حملة شارل الخامس عام 1541، لا يزال في مرحلته البدائية، ولم يكتمل بعد.

وبحلول عام 1572، شعر عرب احمد بتهديد »دون جوان النمسا« DON JUAN D’AUTRICHE، فقام بتمديد الأسوار التي أقامها خير الدين، فأصبحت تحيط بالحائل الكبير وهذا للتصدي لإنزالات محتملة قد يقوم بها العدو, كما زود الميناء ببرجين، برج الفنار، و برج رأس المول، حيث كان الحراس يسهرون على الحراسة ليلا.
في نهاية القرن 16م، وصف DIEGO DE HAEDO ترسانة الجزائر الكبيرة، ومن جملة ما جاء في وصفه أنها كانت تقع قرب باب البحر وهي ساحة دائرية تحيط بها الأسوار، يصنع فيها جزء من السفن التجارية والبواخر، وحسب الكاتب، 60 قادسا كان يتخذ ميناء الجزائر مرسى له. كانت هناك العديد من الأبواب على الواجهة المحاذية للبحر من جملتها : بوابة البحرية ، بوابة السماكة وبوابة الترسانة قرب الجمارك ذات المدخل مزدوج القوسين.

كما جاء في شهادة الاسير FRAY MELCHORبالجزائر عام 1613، أنه كان بإمكان السفن الكبيرة ، وحتى المزودة بالدقل منها ، أن تخرج من أبواب هذه الترسانة المتواجدة داخل أسوار المدينة وكان أحد قوسي هذه البوابة المزود بجدار من الطين ، يهدم عند كل عملية تدشين لقادس جديد ، أما القوس الثاني فكان مزودا بحاجز مشبك من الخشب يغلق ليلا. ويضيف FRAY MELCHORأن الحائل الرئيسي للميناء كان يمتد من باب الجزيرة إلى قلعة البحرية .
كانت العربات تنتقل من الرصيف، حيث تنزل البضائع والحمولات المستورة، إلى مكان التخزين في المخازن الواقعة قرب القلعة، وفي هذا المكان كانت توجد ساحة محمية تسمح بإبعاد السفن الشراعية، والمراكب والزوارق عن الماء لصيانتها وتجهيزها مجددا.
كانت السفن تتخذ من زاوية الحائل العريضة مكانا ترسي فيه الواحدة بجانب الأخرى على نصف أعمدة. كان مدخل الميناء الموجه إلى الجنوب يغلق كل مساء بسلسلة حديدية تربط بين طرف الحائل الكبير و صخرة بارزة قرب المسجد الكبير.

قدم الأسير البرتغاليJ.MASCARENHAS، الذي أقام في الجزائر في عشرينيات القرن17م، وصفا للحائل جاء فيه أنه عمل متقن الصنع، فكان عاليا لدرجة إحتواء الدقل الرئيسي للسفن، وكان عريضا لدرجة تسمح لكل مركب أن يضع صابورته ومدفعيته وبراميله المائية عليه، فقدر عرض ساحة الترسانة ب 100 قدم ، فكانت متوغلة في المدينة دون أن تربطها بها أي بوابة.

نظرا لتدهور وضع المدينة في القرن 18م، تتوفر القليل من المعلومات عن الترسانة والمدينة وشريطها الساحلي، غير إن البحرية الجزائرية شهدت بعض الحركية في نهاية القرن بفضل حماسة الرياس كرايس حميدو، آخر الرياس القراصانة، ففي عام 1802 تم توقيف حراقة برتغالية مزودة ب 44 مدفعا وعلى متنها 282 بحارا !و تم نقل أكثر من 1500 أسير إلى الجزائر بين 1802 و1815.

إن احتلال الجزائر عام 1830، الذي كان في البداية عسكريا بحتا، كان يهدف إلى وضع حد لخطر القرصنة التي كان الميناء مركزا لنشاطها، ولكن بحلول عام 1831 بدأت مشاريع التحويل والتحوير تخص الميناء والجزء السفلي من المدينة: فكان تحويل مركز القرصنة إلى ميناء تجاري عصري، الأمر الذي تسبب في تدمير الترسانة التاريخية الجزائرية.


Rédacteur : M. Guérout     © GRAN 2005